الحوارمصر

محمد فريد يكتب : رحلتي النفسيه بين الآلة والانسان

أحياناً، بنغوص في شغلنا ونتوه بين الضغوط اليومية من غير ما ناخد بالنا من تأثيرات التكنولوجيا تغير جوانا حاجات كتير وتخلي حتى علاقتنا بالناس تتلون بلون جديد غريب عن طبيعتنا. عايز أشاركم قصة شخصية مرّيت بيها يمكن تلاقي نفسك فيها أو تضحك عليها – لكنها أكيد هتخليك تعيد التفكير للحظة.

محمد فريد يكتب : رحلتي النفسيه بين الآلة والانسان

شهور طويلة وأنا غارق في العمل مع الذكاء الاصطناعي أصبحت علاقتي به أشبه بشريك دائم بين برمجه ادوات وتحليل ثغرات امنيه جاهز ينفذ اللي أطلبه: “اعمل كذا، عدل السطر دا، اقترح حل”، حتى لو فكرتي ناقصة او مش واضحة، كان دايماً عنده استعداد يكمل . اتعودت معاه إني اقترح بسرعة من غير ما أراجع أو أهتم، ومرات كتير حتى أغلط في الكتابة، أو أسيب تفاصيل ناقصة وواثق إنه هيستوعب ويكمل الناقص بحرفية مدهشة.

كل ده كان طبيعي… إلى أن جالي اكتشاف غريب …!

بدأت ألاحظ إن سلوكي برا عالم الذكاء الاصطناعي بقى شبه سلوكي جواه. بقيت أرسل رسائل نصها ناقص للأصدقاء وأتوقع يكمّلوا الكلام لوحدهم أبعت صورة على الواتساب وأنتظر إن اللي قدامي يفهم من غير شرح ولا توضيح أنا عاوز إيه ! حتى في الحديث أبدأ الجملة وأسيبها معلقة، متوقع الطرف التاني يكمّلها زي الـ”تشات بوت” اللي اتعودت عليه.

ومع مرور الوقت، حسيت بنوع جديد من العصبية… ليه الناس دي مش بتفهم بسرعة؟ ليه مش بتكمّل مكان ما أنا وقفت؟ كنت دايماً ألومهم، وأقول: أكيد في حاجة اتغيرت عند الناس .

لحد ما قررت أواجه نفسي بصدق. ركزت في تصرفاتي واكتشفت إن في الحقيقة المشكلة عندي مش عندهم . الذكاء الاصطناعي علّمني طريقة تفكير فيها اختصار وحسابات منطقية، لكنه في نفس الوقت سرق مني حاجة إنسانية جميلة ..التواصل العفوي، وضوح الكلمة، دفء التفاصيل. نسيت إن الإنسان مش برنامج، ومحتاج توضيح وصبر وشوية مشاعر مع الكلام

ومن اللحظة دي، أخدت قرار أرجع أكون “أنا” من جديد… بدأت أتواصل بوضوح، أشرح قصدي بالكامل، وأدي كل جملة حقها من التوضيح زي زمان بقيت أعمل شغلي اللي كنت بسيبه للذكاء الاصطناعي، وخليته يقوم بالمهام الروتينية بس. حسيت إني رجعت أعيش التواصل الإنساني من أول وجديد.

والأغرب، إني لاحظت إن المشكلة دي مش عندي لوحدي—لقيت دراسة حديثة من معهد “ماكس بلانك لتنمية الإنسان” بتكشف إن التعامل المكثف مع برامج الذكاء الاصطناعي أصبح بيسيب بصمة غريبة على أسلوب كلامنا وتصرفاتنا من غير ما نحس! بقينا نستخدم ألفاظهم ونبرتهم الآلية، وكأني بقيت أسير عادة جديدة… عادة ممكن تسرق كل تلقائية وأصالة بتجمعنا كبشر.

في النهاية… التكنولوجيا رائعة، لكن الأبقى دايماً هو الدفء الإنساني. الذكاء الاصطناعي ممكن يساعدنا، لكن لا يعوضنا عن قيمة المواجهة الحقيقية، وضوح الكلام ونظرة العين واستنتاج المعنى من بين السطور مش بس من الكلمات.

أوعى تتخلى عن إنسانيتك في زحمة التطور… واجه الحياة بقلبك وكلماتك الكاملة دايماً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى