مصرالحوار

محمد فريد يكتب : الذكاء الاصطناعي… عفريت ام عصا موسى؟

من شبرا لإسكندرية، ومن المنصورة لأسيوط اصبح الذكاء الاصطناعي ضيفا على القهاوي وركنا ثابتًا في المواصلات وترابيزة الغداء نجد في الوجوه لمعة طموح لا تخطئها العين وإلى جوارها ميزان حذر مصري قديم نحلم بجرأة لكن نمشيها بالراحة…خطوة للأمام بدون عركله والسؤال الذي لا يهدأ إزاي نركب الموجة ونحمي نفسنا من غدرها ؟

الطموح عندنا ليس شعارات تجد شاب في العاشر يطوع خوارزمية تقلل الهالك وتوفر كهربا فيرفع يديه كمن سجل هدفا في الدقيقة التسعين وفتاة من طنطا تتعلم تحليل بيانات أونلاين تعمل من بيت العيلة مع شركات برا وتحلم بأكاديمية للصغار في مدينتها. واسكندراني يقرأ صور الأقمار الصناعية ليتنبأ بمواسم الصيد ثم يبتسم : العلم رزق
ده طموح على أرض الواقع يفتح باب رزق ويخلي الشاطر يكسب.

لكن حذر ابن البلد لا يغيب . موظف يسمع عن الأتمتة فيقول: علمونا الجديد بدل ما نترمي على الرصيف. وأمّ ترى مقاطع مزيفة فتوصي ابنها الصغير مش كل اللي يتشاف يتصدق… فتش عن المصدر وصاحب ورشة يستوعب ان الماكينة الذكية مكسب… بس من غير ما نخسر الناس. هذا ليس خوفا إنها فراسة ابن البلد يحسبها بالعقل قبل الحماس.

دي الخلطة المصرية التي تصنع الفرق طموح يزود السرعة وحذر يظبط الاتجاه نتعلم مهارات المستقبل من تحليل بيانات ، أمن سيبراني ، برمجة بسيطة تتشكل على قدّ السوق.
نجرب في الصغير قبل الكبير أداة تسويق لمحل بقالة، نظام جرد لورشة ، نموذج توقع ارباح لمزرعة. ونرسخ ثقافة السؤال: مين قال؟ فين الدليل ؟ إزاي أتحقق ؟

هنا تلوح فرص تليق بنا.
مدرسة حكومية تجرب منصة تتكيف مع كل طالب والمدرس يصير قائد أوركسترا لا مجرد مُلقن. مصلحة حكومية تنهي المعاملة في دقائق والموظف يدير مسار العمل بدل أن تحبسه الأختام.
سياحة تحكي تاريخنا بصوتنا وترجمة تفتح القلوب وتجربة واقع افتراضي في المتحف الكبير تزيد الحكاية حياة.

الذكاء الاصطناعي لا عفريت يخوفنا ولا عصاية موسى تخلصنا بضربة واحدة. هو كالنيل من يفهم مجراه يزرع ويحصد ومن ينزل إليه بلا عدة يغرق. بطبعنا نرى أبعد من بكرة ونحفظ لقمة النهارده. ومع تعليم بجد وتجربة بحساب، وأخلاق تمسك الدفّة، نجعل الذكاء خادمًا أمينًا لا سيدًا متسلّطًا وتفضل إنسانيتنا أعلى من الخوارزميات ويظل سؤالنا القديم إزاي نكسب الرحلة… من غير ما نخسر أنفسنا ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى